»نشرت فى : الخميس، 14 أكتوبر 2010»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

من أسرار الحروف المقطعة

ظلت الحروف المقطعة او المعجمة في اوائل السور القرآنية لغزا محجوبا امام المفسرين الاوائل والاواخر على السواء وذهبوا فيها كل مذهب وكانت عبارة الله اعلم بمرادها هي العبارة الشائعة دائما .





و اجمل وابد ع ما وجدناه ما ساقه المفسرون عن علي رضي الله عنه أنه قال ( هو اسم من أسماء الله تعالى فرقت حروفه في السور ) الذي رأى ان الاحرف هي اسم من اسماء الله الحسنى ودلل على ذلك بجمع حروف (الر) و (حم) و(ن) لتمثل كلمة ( الرحمن) .. اما بقية الحروف التي لا يمثل جمعها اسما معروفا من اسماء الله الحسنى بانها من الاسماء التي اختصها الله في علم الغيب عنده ... وكان تعليلا منطقيا لكنه لم يشبع الرغبة في تفسير ومعرفة الحروف اما ( الباقلاني) فقدم صفات لهذه الحروف عجيبة وصحيحة في الوقت نفسه فهو يراها (14) حرف تقع في (29) سورة بعدد احرف العربية ونصفها يمثل احرف الجهر ولالاخر احرف الهمس وحروف الصفير والاخفاء ........الخ
بمعنى حوت هذه الاحرف الصفات واضدادها.
وتقدم العلم قليلا وظهرت تقنية الحاسوب وبدات الحروف المقطعة تفرز رأيا جديدا – رغم التحفظ عليه- ان هذه الحروف تتكرر في السور التي تحتويها بمضاعفة العدد(19) هذا العدد الذي عقد البهئيون خوله قداسة غريبة ودللوا على ذلك بأشياء عجيبة ويعرض الدكتور / مصطفى محمود في اخر فصل من كتابه ( حوار مع صديقي الملحد) عدد المضاعفات لهذه الاحرف في سورها فمثلا في سورة ق يتكرر حرف القاف (57) مرة أي 3امثال العدد 19
الاعجب من ذلك ان في سورة ق يقول الله " اخوان لوط" بينما في باقي القران كله يقول " قوم لوط" فقالوا لو قال بدلا من اخوان لوط قوم لوط في سورة ق لزاد عدد القافات واحد واصبح 58 أي ليس من مضاعفات الرقم 19.
وكذلك الحال في سورة الاعراف التي اولها " المص" نجد قوله تعالى " وزاده بصطة " ( بالصاد) بينما في البقرة " بسطة في العلم والجسم " ( بالسين) لنفس السبب.
ولكن الاعجب من ذلك ان المشركين من قريش – اهل الادب والبلاغة – لم يجادلوا الرسول (ص) عن هذه الحروف لم يسجل التاريخ ان احدا من المشركين قال للنبي (ص) :- يامحمد ماهذه الحروف مامعناها ؟!!!
والسبب بسيط – كما يلوح لي - لان هؤلاء القوم ادركوا إيحاء هذه الحروف ودلالتها – دون معرفة معناها – لما للحرف العربي من إيحاء – فلم يعترضوا ..
وإيحاء الحرف العربي يمكن ان نجده في انك ترى ان حرف الحاء مثلا يدخل في كل ما بتعلق بالحرارة – حقيقة ام مجاز – مثل حريق / حرارة / حب / حنين /حمى .........الخ
وبالمثل حرف الخاء يدخل في كل مايتعلق بالوسخ – حقيقة ام مجاز – مثل خلاعة / وسخ / خسة / خداع / خنا خراب.......االخ
اليس في ذلك إيحاء يغني عن السؤال.؟!!!!!!!
وهذه بعض الإشارات اللطيفة التي اقدمها لتكون نبراسا في البحث عن ماهية هذه الحروف :-
• الاترى معي ان الغموض طلب انساني في كل شيء – لكنه غموض الايحاء ليس غموض الابحار من دون هداية - ولو كان كل سر مكشوفا للنفس الانسانية لفقدت متعتها التي دائما تتوق اليه في كل بحث لكشف أي غموض تواجهه وجعل هذا الغموض هو المحرك للبحث والاكتشاف وبين يدينا تاريخ الاكتشافات العلمية كلها ماهي الا نتاج رحلة للكشف عن الغموض الذي واجهه البشر على الارض. وهكذا يكون القران ذلك الكتاب المبين فلو عُرف تفسيره دون عناء واكتفينا بتفسير السابقين لمسحت كل مهابة وكل جمال لهذا لكتاب فكان تجديد التفسير على مر العصور هو لب هذا الكتاب الخالد وما الحروف المقطعة الا مظهر لهذا التفسير المضني واسمع معي الشيخ / الشعراوي وهو يقول عن هذه الأحرف " بحثت عن كل مدخل لغوي لتفسير هذه الاحرف فلم اجد " وهو من هو في التفسير .
• يجب ان ناخذ هذه الحروف بمنظور التوقيفية في القراءة فهي مفتاح التفسير فأنت في نطقك لهذه الحروف تنطق أسمائها وليس مسمياتها بمعنى انك لا تقول (الم ) هكذا متصلة بل تنطقها الف. لام .ميم كل حرف على حدة وهذا يمنع – من وجهة نظري – تفسير هذه الحروف مركبة بل مقطعة كما ننطقها ولما لا نقول ان هذه الحروف هي شفرة لكلمات طويلة كما نقول في علم الوراثة عن الحامض النووي D.N.A)) ولا ننطقه ( دنا ) بل كل حرف على حدة لأنها اختصار لعبارة Deoxyribo Nucleic Acid وكذلك الحروف المقطعة
• الحروف المقطعة لا يمكن تفسيرها على الطريقة العددية على طريقة البهائيين لان الارقام ليست مناط القران ولو توافقت لما يفتح من شبهة الدس البهائي في الموضوع وما عقدوه من قداسة حول الرقم (19) برغم ان القران يقول عن هذا الرقم ( لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ{29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ{30} وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ..... الخ الايات) يقول الشعراوي" الرقم 19 الذي يروج له البهائيون وغيرهم من أصحاب المذاهب الهدامة , يريدون أن يجعلوا منه شيئا مقدسا .. إن الله ذكر في القرآن الكريم أرقاما كثيرة ليس بينهما ترابط .. إذا قرأنا هذه الآيات بإمعان فكأننا نرى ما يحدث اليوم مسطورا في القرآن الكريم بدقة ووضوح .. يقول الله : ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) .. أي أن الذين سيفتنون بهذا العدد ويحاولون تفسيره بأوجه شتى .. ويحاولون استخدام الكمبيوتر وغيره لفتنة الناس ينطبق عليهم قول الله : ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) .. ومن هنا يصف الله كم من يفتن بهذا العدد , أو يحاول أن يفتن به الناس من الذين كفروا ... وتأكيدا لما يحدث اليوم .. يقول الله سبحانه وتعالى : (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) .. وليحذر الذين يحاولون الآن أن يضعوا تفسيرا لهذا الرقم من عند أنفسهم أو باستخدام التمويه أو باستخدام الحيل بالعقول الإلكترونية ... ليحذر هؤلاء جميعا من أنهم إذا حاولوا أن يفسروا لنا : ( مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) .... هؤلاء ينطبق عليهم قول القرآن الكريم : ( الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ) ... وهكذا نرى من إعجاز القرآن الكريم أنه أنبأنا بما سيحدث قبل وقوعه وقت طويل"( نقلا عن موقع الشعراوي)
• الحروف المقطعة مرتبطة بالاشارة الى القران او الكتاب ( أي القران ايضا) وانظر معي الايات :
- الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ( البقرة)
- الم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق ( ال عمران)
- الر تلك ايات الكتاب الحكيم ( يونس)
- الر كتاب احكمت اياته ( هود)
- طه ما انزلنا عليك القران لتشقى (طه)
- طس تلك ايات القران وكتاب مبين ( النمل)
ولا يشذ عن ذلك الا بعض السور اليس في ذلك دليل على القران وليس الارقام ؟
• وجود هذه الاحرف في اوائل السور سواء في اية منفصلة او جزء من اية دلالة على سبق هذه الاحرف والمهابة التي وضعت لها لذك فبقائها سرا مطلسما غير محلولا يزيد من تلك المهابة
• تشابة بعض مطالع السور ذات الحروف المقطعة مع بعضها البعض واقرأ معي :
- الر تلك ايات الكتاب الحكيم ( يونس)
و الر تلك ايات الكتاب الحكيم ( لقمان)
- الر تلك ايات الكتاب المبين ( يوسف)
و الر تلك ايات الكتاب المبين ( القصص)
و الر تلك ايات الكتاب المبين ( الشعراء)
- حم تنزيل الكتاب من العزيز العليم (غافر)
و حم تنزيل الكتاب من العزيز الحكيم (الجاثية)
و حم تنزيل الكتاب من العزيز الحكيم (الاحقاف)
- حم والكتاب المبين انا جعلناه قرانا...(الزخرف)
و حم والكتاب المبين انا انزلناه ...(الدخان)
اليس دليل ذلك التشابة والتناظر في هذه الحروف من حسن سباكتها وجعلها سرا للعالمين ؟!!!!
• خاتمة المطاف ما الجدوى من معرفة معاني هذه الاحرف هل سيعود علينا تفسيرها بشيء اقول لا ضير في البحث لكن دون تنطع وتحميل القران ما لا يحتمل كما رأينا من بعض المفسرين الذين ذهبوا إلى تفسير هذه الاحرف بالهيروغليفية المصرية القديمة متناسيا ان القران عربي وبذلك صرحت الايات نفسها فما بال ذلك المؤلف قد عقد كتابا كاملا حول تفسير الاحرف بالهيروغليفية وذهب في ذلك مذهبا بعيدا محاولا الصاق ان الهيروغليفية اصل اللغات وان العربية اشتقت منها ؟!!! القران عربي واي تفسير لن يكون مقبولا الا بالتعامل مع عربية الكلمات والاحرف.

****

ملاحظة :
نشرت في صحيفة الجمهورية (اليمنية) بتاريخ 21يناير2008م 

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015