»نشرت فى : الجمعة، 15 أكتوبر 2010»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

هندسة الويب حياة جديدة لهندسة البرمجيات



بقلم: فهد آل قاسم         
   أحاول في كلمات قليلة أن ألخص فكرة جديدة تحولت إلى علم جديد في علوم الحاسوب، هي هندسة الويب web engineering، وقد حاولت قدر الإمكان أن لا يكون اختصاري مخلا بالمعنى، رغم أن هدفي لا يزيد عن توصيل مفهوم جديد للقارئ المهتم أو المتخصص في علوم الحاسوب وتقنية المعلومات.
           في ثمانينات القرن الفائت، بدأ العالم بمعرفة الحاسوب كآلة ذكية تقوم بدور حزمة من الآلات في نفس الوقت، وكان هذا أولا بفضل المنظومة الإلكترونية التي يقوم عليها الحاسوب، وثانيا بفضل المرونة العالية في بناء البرمجيات البسيطة والمعقدة والتي تخدم مجالات الحياة المختلفة، وبالأخص مجالات الأعمال التجارية والحكومية. ومع هذا النمو المطرد تنبه مجموعة من العلماء إلى ما أسموه بأزمة بناء البرمجيات، وقصدوا بذلك أزمة بناء التطبيق البرمجي أولا ومن ثم أزمة صيانته وتطويره، وهو موضوع هام قد نتطرق له في تناولة أخرى، الأمر الذي أدى إلى أن ظهر للنور علم متشعب وواسع سمي بهندسة البرمجيات software engineering وصف فيما بعد بأنه جزء من هندسة النظم system engineering.
 ومع ظهور الإنترنت في العقد التالي مباشرة، بدأت تطبيقات الحاسوب تتجه نحو منحى آخر عرف بتطبيقات الويب، وهي برمجيات تتصف بمواصفات خاصة متعددة، أقلها أن نقول بأنها برمجيات تعمل على شبكة الإنترنت، وما يصحب ذلك من وجود الحاسوب والشبكة والمخدمات وكل تعقيدات الويب التي نعرفها. كل هذا دفع بقوة إلى ظهور فرع علمي جديد سمي بهندسة الويب، بصفته علما ضمن مجموعة هندسة النظم، كشقيق آخر لهندسة البرمجيات، يقول برسمان في كتابه الشهير (هندسة البرمجيات - وسائل المحترفين):
"إن تأثير الأنظمة والتطبيقات المعتمدة على الويب تعتبر الحدث الأبرز في تأريخ الحوسبة، وكما تنمو أهمية تطبيقات الويب، تتطور معارف طرق هندسة الويب بالاعتماد على المبادئ والمفاهيم والعمليات والوسائل التي تم تطويرها لهندسة البرمجيات."
وهذا التعريف البسيط، يقدم لنا لمحة سريعة عن هندسة الويب بصفته مولود جديد لهندسة البرمجيات، فمصطلح هندسة الويب ظهر أولا في مؤتمر علمي باستراليا متأخرا بأكثر من عقدين على ظهور هندسة البرمجيات، وقد جاء ليستثمر كل الخبرات التي بناها علماء هندسة البرمجيات خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، ولكنه مع ذلك علم حديث يبدأ من جديد!، وذلك بسبب خصوصية تطبيقات الويب web applications ، التي تختلف كثيرا عنها في تطبيقات الحاسوب الشخصي المعروفة، رغم أن البداية واحدة، سنختم هذه المقالة المختصرة بما قاله برسمان في كتابه سالف الذكر عن خصوصية تطبيقات الويب وبالتالي هندسة الويب:
" تختلف تطبيقات الويب عن برمجيات الحاسوب الأخرى، فهي [تتميز بثلاث خصائص]:
 أعمال مكثفة في الشبكة [تعتبر الشبكة أهم أركانها ]، 
يقودها المحتوى [تتغير وفق طبيعة المحتوى الذي تعرضه من بيانات ووسائط وروابط ..الخ]، 
وتنمو بشكل مطرد."
" ومن الواضح أن ما يقود تطورها، الحاجة إلى تجاوز مشاكل الأمنية security في العمليات، وكذلك الحاجة الملحة إلى التصميم الجمالي aesthetic المصاحب لتوصيل المحتوى كوظيفة ذات عوامل مختلفة. ومن أجل ذلك تكاملت ثلاث تقنيات حديثة مع تقنيات هندسة البرمجيات التقليدية، وقد تطورت من خلالها تطبيقات الويب، وهي:
1. التطوير المرتكز على المكونات [أو البرمجة الموزعة
 و 2. أمنية البيانات والمعلومات، وأخيرا 
3. تطور لغات الترميز القياسية للإنترنت، [وهي ما نسميه بلغات برمجة الإنترنت، أو لغات تطوير تطبيقات الويبٍ].".



    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015