»نشرت فى : الأربعاء، 24 نوفمبر 2010»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

اليورانيوم بين التخصيب والتنضيب

تطالعنا الصحف عن الأسلحة النووية وما صاحبها من مشاكل لاتنتهي ابتداءً من مشاكل تصنيعها وانتهاءً بالنفايات المشعة التي اصبحت تؤرق الجميع سواء منتجو السلاح النووي أو غير المنتجين.
وظل اسم اليورانيوم هو الاسم الأبرز لدى العامة قبل الخاصة ارتباطا بالأمور النووية جميعها من قريب او من بعيد وظهرت مصطلحات فرضت نفسها على عناوين الاخبار بشكل ملفت للنظر مثل تخصيب اليورانيوم, واليورانيوم المنضب (المستنفذ) فما معنى هذه المصطلحات؟

ما اليورانيوم؟
هو ذلك المعدن الرمادي اللون الصلب الموجود في الطبيعة بندرة ( 3 جرامات في الطن على البر و3 مليجرام في الطن في البحر ) ويوجد في كندا والولايات المتحدة وجنوب افريفيا وأستراليا ونيجيريا .
ويوجد لهذا العنصر اكثر من نظير ( لها نفس العدد الذري 92 وتختلف في عدد النيترونات ) اشهرها 238U
235U اللذان يكوّنان اليورانيوم الطبيعي ( بنسبة 99.3% 238U و 0.7%235U )..
ولكي يعطي اليورانيوم طاقة نووية عالية يجب قذفه بكمية من النيترونات المستخرجة من احد نظائر الهيدروجين ( يسمى الماء الثقيل) فيحدث الانشطار النووي في المفاعلات الذرية.
والنظير المعول عليه هذا الانشطار هو 235U لكن نسبته متدنية في اليورانيوم الطبيعي لذا يجب رفع نسبته لأكثر من ذلك بكثير وتسمى هذه العملية بتخصيب اليورانيوم.
تتم العملية بفصل النظيرين عن بعضهما البعض ( نظرا لاختلاف الكتلة بينهما) بواسطة الطرد المركزي
أولا: يحول اليورانيوم الطبيعي إلى غاز يسمى سداسي فلور اليورانيوم (UF6).
ثانيا: يدخل هذا الغاز الى جهاز الطرد المركزي والمكون من اسطوانة تدور بحرية بواسطة محرك كهربائي اسفلها وهذه الاسطوانة مفرغة من الهواء تماما ويوجد مغناطيس قوي اعلاها ، فعند دخول الغاز تعمل قوة الطرد المركزي على فصل النظيرين عن بعضهما البعض حيث يتم سحب النظير 235U من مركز الاسطوانة بواسطة انابيب خاصة الى الخارج, وتتم هذه العملية على عدة مرات حتى نصل الى التركيز المطلوب.
ما التركيز المطلوب ؟!
يستخدم اليورانيوم المخصب ذو التركيز ( 3%-5%) في الاغراض السلمية كتوليد الكهرباء وما شابه ذلك.
اما النسبة الاعلى( 20%-90%) فتستخدم لصناعة السلاح النووي فهكذا نرى ان المعول على استخدام التخصيب هو النسبة المراد الحصول عليها.
اليورانيوم المنضب ( المستنفذ)
ماذا يتبقى في الاسطوانة بعد سحب اليورانيوم المخصب ؟
إنه اليورانيوم المستنفذ .. في البداية كان يعامل كنفايات مشعة يراد التخلص منها نظرا للضرر الذي تلحقة بالكائنات الحية الانسان او الحيوان او النبات على السواء, لكن عقول الجريمة ما فتئت أن وجدت لها مخرجا فاستخدمته في طلاء الاسلحة المصنعة لاختراق الدروع بسبب كثافته العالية( مثل كثافة الرصاص مرتين) لكن الاخطار المترتبة عن ذلك كانت عادلة فهي تلحق بالمهاجمين والمدافعين على السواء.
فعند انطلاق القذائف المنضبة يحدث تبخر لليورانيوم في الهواء ويختلط به مكونات غازات سامة عند استنشاقها تؤدي الى الاصابة بسرطان الرئة.
ظهرت هذه الفكرة عام 19970 م ولم تستخدم الا ابتداء من اوائل الثمانينيات وفي حرب الخليج الاخيرة خاصة وكذلك في حروب حلف شمال الاطلسي في البلقان في اوائل التسعينيات.
والضرر يكمن في أن الاشعاع المنطلق من اليورانيوم المنضب يقوم باختراق الخلية الحية مؤثرا على جزيئات الحمض النووي (DNA) المسؤل عن تناسخ الخلايا فيغير من شفرة التناسخ فيحدث ارتباك في الخلايا بسبب الرسالة المشوهة من الحمض النووي فيؤدي الى ظهور خلايا غريبة غير مألوفة وبكمية كبيرة مسببة مرض السرطان بأنواعه.
وتنتقل هذه الرسالة عبر الاجيال حاملة معها هذا الارتباك والطفرة الوراثية ونلاحظ هذا في الأجنة المولودة في العراق بعد حرب الخليج وكأنه رسالة انتقام لكل من شارك في تلك الجريمة.

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015