»نشرت فى : الاثنين، 23 مارس 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

الحياة والعودة إلى القمر

احتفل الأمريكيون في 20 يوليو الماضي (2019م) بالذكرى الخمسين للهبوط على القمر (1969م).
مركبة أبولو11 كانت هناك على بعد 400 ألف كيلو متر عن الأرض، ثم تلتها (الأبولوات) – إن صح التعبير!
الأمريكان قالوا إنهم سيعودون للقمر في عام 2024م القادم.
في أسبوع الفضاء هذا عرضت قناة ناشيونال جيوغرافيك فيلما عن بحوثهم عن الحياة على قمر أوروبا - سادس أقرب قمر للمشتري؛ الذي يبعد عن الأرض 290 مليون كيلو متر.




عندما أسمع وأتابع هذه الأخبار أحس أننا - كعرب - مجرد (عبء) على هذا الكوكب، لم نضف شيئا سوى الضوضاء!
ناهيك عن الذين لا يزالون يشككون في رحلة (أبولو) تلك، وأنها مجرد ِحبكة سينمائية صنعتها هوليود!
لن أناقش هذا الأمر هنا، لأن الردود عليه تملأ فضاء النت الرحب، وأظن أن عدم التصديق هو الحل النفسي الجاهز لعدم القدرة على المجاراة!
نحن في الشرق النائم لنا همومنا اليومية التي لم تخرج عن خلافاتنا البينية (العجيبة)، وأفضل ما يعبّر عن هذا الأمر بيت من الشعر كان والدي - رحمه الله - يردده بكثرة كلمّا شاهد حلقة من حلقات (العلم والإيمان) للدكتور مصطفى محمود، وهو قول الشاعر:

الناسُ قد بلغوا السماكَ ... ونحنُ في زيدٍ وعمروِ

حلقات العلم والإيمان كانت تُخرج المشاهد من ضيق الهم اليومي إلى سعة الفكر مدعوما بالفيديو المصاحب، طبعا هذه التقنية قدمها د. مصطفى محمود قبل عصر اليوتيوب والإنترنت.

عودة للبيت الشعر السالف الذكر، فأنا قد بحثت كثيراً عن قائل هذا البيت حتى أنجدني البردوني المبصر؛ فقد جاء في كتابه (قضايا يمنية) ص 295-296:
للشاعر لطف التهامي قوله:
يا شعبنا هل أنت تدري ...هذي الأمور وكيف تجري؟
الناسُ قد بلغوا السماكَ ... ونحنُ في زيدٍ وعمرو ِ
أو في الوضوءِ وفي نوا ...قضهِ وحيضةِ كلِّ شهر ِ
أو لعن (فيضي) قد مضى ...(فيضي) ومات (رشادُ) مصر ِ

إن الحياة هي العطاء، ومنْ تجدد عطاؤه فهو الحي حقا وإن رحل إلى الدار الآخرة، ويصدق عليه قول أحمد شوقي:

الناسُ صِنفانِ مَوتى في حَياتِهُمُ ...وَآخَرونَ بِبَطنِ الأَرضِ أَحياءُ!


    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015