»نشرت فى : الأربعاء، 17 يونيو 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

عن الحرب والتعقل

                                                           
 انقطعت علاقتي بأناس منذ عام 2011م بسبب الآراء السياسية، أو بالأصح الاختلاف في الآراء السياسية، أقول بكل أسف هذا الكلام؛ لأن المفترض أن السياسة مجرد رأي وليست نهاية الكون حتى تقطع علاقتك بالناس، لكن!                                                       
وما أغرب الكلام بعد كل (لكن)؛
لكن العرب يرون في تكتلاتهم السياسية صورة "القبائل" التي فقدوها من زمن، لذا تراهم يناضلون من أجلها بكل ما اوتوا من قوة إلا ما رحم ربك وقليلٌ ما هم.



وهم يزعمون أنهم يمارسون سياسة، ولا سياسة هناك، لأن السياسة هي فن الممكن، ونحن لو تصفحنا الأمر برمته سنجد أنه لا سياسة ولاهم يحزنون، فكل هذه "الكنتونات" الطافية على السطح مجرد واجهة للمحافظة على المصالح والامتيازات والهبات أو للوصول إليها، لذا فدفاعهم المستميت عنها إنما هو دفاع عن المصالح والمغانم ضمن المحددات الثلاث- (القبيلة) و(الغنيمة) و(العقيدة)- التي حكمت العقل السياسي العربي في الماضي ولا تزال تحكمه بصورة أو بأخرى في الحاضر، كما شرحها د. محمد عابد الجابري في عمله الفكري (نقد العقل العربي)؛ حيث أصبحت القبيلة محركا للسياسة، والريع جوهر الاقتصاد، والعقيدة دافعا للفعل وتبريرا للقمع.

فلمنْ دعوات التعقّل؟

وهكذا فقد سَئمتْ من دعوات (التعقّل) التي نرددها، ومَللتْ من صيحات التحذير التي نطلقها حول النسيج الاجتماعي الذي انفرط عقده!
وأصبح الحديث عن لمّ الصف، ونبذ العنف ووووو إلخ مثل الآذان في مالطه!
يقول الواقع الحاضر إن كل يوم من الحرب يُخرج سوءات المجتمع اليمني أكثر، حتى نستغرب لما يجري فيه!
الكل ضد الكل، الكل استعاد كل ثاراته القديمة والجديدة، وأصبحت التيارات المختلفة في خندق المواجهة
فلمنْ دعوات التعقل المنشودة؟
لقد أصبحت دعوات "ترف" في زمن البارود!!

المتصارعون أحرقوا كل سفنهم والتقوا في جبهات القتال على امتداد الجغرافيا اليمنية، حتى المثقفون - الذين كنت أعوّل عليهم أن يكونوا صمامات الأمان لتياراتهم - انقسموا إلى أنواع متعددة:
منهم المطبّل لتياره، ويستغل ثقافته "والكلمتين التي في رأسه" في تبرير جرائم تياره، ونوع صَمَتَ صموت القبور، وآخر هاجر بعيدا تاركا البلد وما فيها وراح يكيل اللعنات للجميع!
قليلون منْ يصدحون بكلمة الحق على خوف من الفراعين جميعا ومطبليهم من كل لون.

التطبيل لكل طرف من قبل متمصلحيه هو منْ ضيّع هذا البلد ولا عزاء لأحد!

يقول الشاعر الكبير أحمد مطر:   
يا واهبَ مملكةِ العقلْ
لا صوتَ بأوطاني
إلا صوتُ الطبلْ!

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015