»نشرت فى : الجمعة، 12 نوفمبر 2021»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

الديناصور في الصغر!

الزمان: منتصف ثمانينات القرن العشرين.

المكان: مدينة (تعز) اليمنية.

صبيٌ صغير متسمّر أمام التلفزيون قبل عصر السماوات المفتوحة، إذ كان عصر القنوات الأرضية. 

كنتُ ذاك الصبي المهووس بمسلسلات الكرتون. 

وبصراحة وما أزال رغم تقدم العمر (

رغم أن مسلسلات هذا العصر منفعلة جدا وتحرّض على العنف، مسلسلات الكرتون أيامنا كانت شيقة.

من هذه المسلسلات "ولد حرا"؛ مسلسل يتحدث عن إنقاذ الديناصورات، تلك الكائنات العملاقة!

ما زلتُ أتذكر أني سألتُ والدي هذا السؤال: 

لماذا لا توجد ديناصورات في عصرنا؟



فضحك عليّ كثيرا، ثم قال: لقد انقرضت منذ زمن بعيد. 

أعود للتساؤل: أيش معنى انقرضت؟

:- انقرضت يعني ماتت ولم يعد لها وجود!

:- طيب ليش؟

يتنحنح الوالد – رحمه الله – ويقول: لقد ضرب الأرض نيزك من السماء فعمّ الدخان الأرض، فلم تستطع الديناصورات أن تعيش في ذاك الدخان فانقرضت!

:- طيب، أحنا لماذا لم ننقرض، فمادام هي أكبر حجما منا وانقرضت؟

يضحك الوالد ثانية ويقول: أحنا؟

لالالا نحن لم نكن قد جئنا بعد!

مرت أشهر على تلك التساؤلات، وفي عيد ميلادي – كما عودني والدي دائما – أهداني كتابا اسمه (أطلس الحيوان) يتحدث عن المملكة الحيوانية.

رغم هذه البداية لم تستهويني مادة الأحياء، بل ذهبت إلى الفيزياء حبا وشغفا، فلماذا هذا التحوّل؟

الزمان يمر وتأتي أواخر المرحلة الإعدادية (المتوسطة)، هنا تأتي سلسلة (روايات مصرية للجيب) التي أصدرتها المؤسسة العربية الحديثة في عام 1984م لندخل عالم المخابرات مع (أدهم صبري) في سلسلة (رجل المستحيل) وغيرها من السلاسل، لكن توقفي كان مع سلسلة (ملف المستقبل)؛ تلك السلسلة التي عن طريقها عرفنا مصطلحات علمية مثل البعد الرابع والانتقال الآني والنظرية النسبية والثقب الأسود والهولوجرام …إلخ. 

فبدأتْ تنمّي لدي الفكر العلمي – إن صح التعبير، ووافق ذلك أن بدأ تلفزيون صنعاء ببث حلقات برنامج (العلم والإيمان) للدكتور مصطفى محمود – رحمه الله - الذي عرض المعلومات العلمية بالصوت والصورة في ذاك الزمان.

وهكذا اتضحت الصورة تماما، العلوم – بالذات الفيزياء- هي من تتحكم بالكون، هكذا تقول حلقات العلم والإيمان على الأقل! 

لذا في مرحلة الثانوية كان توجهي علميا بتوجيه من تلك المسببات التي دفعتني للعلوم، رغم ميلي للأدب؛ وهذا أمر معتاد في مجتمع شرقي كاليمن!  

وهكذا دخلت محراب العلوم وما زلتُ متبتلا فيه حتى اليوم!

https://web.archive.org/web/20170504085737/http://clavo.me/tiny-dinosaur/

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015