موسيقى الثقب الاسود
هل تغني الثقوب السوداء؟!
صوت من الفضاء
..في عام 2002 م حصل الفلكيون على ملاحظة عميقة من مرصد (شاندرا Chandra) التابع لناسا (nasa ) هذه الملاحظة عبارة عن تموجات لامواج صوتية صادرة عن الغاز الذي يملأ تجاويف عنقود بيرسوس مصاحبا لها كمية من الحرارة.
يقول قائد فريق الدراسة أندرو فابي من معهد علوم الفلك في جامعة كامبردج انجلترا " الان اكتشفنا صوتهم "
لكن نغمات هذا الصوت لن يتمكن الانسان من سماعها بإذنه البشرية لأننا لو ترجمنا هذا الصوت الى نوته موسيقية لكان اقل بـ57 درجة من النغمة المتوسطة c لبيانو مثالي فتردد هذا الصوت أقل بمليون بليون مرة من حدود سماع الإنسان .
يقول استيفن إلي - احد المشاركين في الدراسة -" أمواج صوت بيرسوس أكثر إثارة من علم صوتيات الثقوب السوداء "
لغز الغاز الحار
.. تكشف ملاحظة مرصد (شاندرا) في عنقود بيرسوس عن وجود تجويفين على هيئة فقاعة واسعة يتمددان بعيدا عن مركز الثقب الأسود ، هذان التجويفان تشكلا بنفاثات دفع المادة إلى خلف غاز العناقيد ، ولهذه النفاثات اثر مضاد لالتهام الثقب الاسود لما جاوره ، وكانت موضع شك لفترة طويلة بأنها وراء تسخين الغاز المحيط لكن الآلية كانت مجهولة..
لسنوات طويلة حاول الفلكيون فهم لماذا هناك الكثير من الغاز الحار في عناقيد المجرة مع القليل من الغاز البارد ؟!!!
وهذا الغاز الكثيف القريب من مركز العنقود يبدي لمعان أكثر للأشعة السينية ( التي تملأ التجاويف) مع أن المفترض أن يقل هذا اللمعان لان الأشعة السينية الصادرة تستهلك جزءا من الطاقة !!!
.. يرى الباحثون أن الغاز إذا برد فالضغط سينخفض مسببا مزيدا من تدفق الغاز إلى المركز وبتدفقه تتشكل تريليونات من النجوم لكن الدليل ضئيل على هذا التدفق أو هذا التشكل ..
هذه كله اجبر الفلكيون على أن يبتكروا طرقا جديدة لشرح كيف أن الغاز المحتوى داخل العناقيد يبقى حارا ؟
الموجات تكشف السر
الموجات الصوتية التي تمت ملاحظتها من قبل مرصد ( شاندرا) تشرح آلية التدفئة تلك فالطاقة اللازمة لتوليد تجاويف العناقيد تقدر بـ 100 مليون نجم مستعر (supernova) وهذه الطاقة نكون محمولة على هذه الموجات الصوتية ويتم تبديدها ( أي الطاقة) على غاز العناقيد فيظل حارا إلى جانب تمنع هذه الطاقة التدفق البارد ..
وإذا صحت هذه التصورات فان موسيقى الثقب الأسود ( المتمثلة في هذه الموجات) ستظل ثابتة لـ 2.5 مليون سنة قادمة.
بيرسوس هو العنقود الألمع بالأشعة السينية في مجموعة المجرات لذلك كان مثاليا لمرصد ( شاندرا) في البحث عن الامواج الصوتية خلال الغاز الحار في العناقيد .
لكن عناقيدا أخرى لها كهوف أشعة سينية ربما تكون هدف مرصد ( شاندرا) في المستقبل للكشف عن موسيقى جديدة للثقوب السوداء.
***
ملاحظة :
نشر هذا المقال في صحيفة الجمهورية (اليمنية) بتاريخ 21ديسمبر2008م
اضف تعليقاً عبر:
إرسال تعليق