»نشرت فى : الخميس، 25 نوفمبر 2010»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

ما هو الإسلامي ؟

.. ما أكثر الشعارات التي راجت في زماننا تحت لفظة (الإسلامي)..فكل شيء – تقريبا – ألبسناه هذا الشعار لماذا؟ ليروج بين الناس فلدينا البنك الإسلامي والشريط الإسلامي والفن الإسلامي .. والكذا الإسلامي ؟!
ملأنا الدنيا ( بالإسلاميات) الكثيرة التي شغلنا بها الناس.. ودعوني أسأل ما معنى أن أسمي شيء ما الإسلامي؟ إن الأشياء المجردة التي أطلقنا عليها لفظة الإسلامي هي في حد ذاتها مجردة من أي صفة نوصفها بها فالبنك – أي بنك – يمارس عمله بموجب النظام المفروض عليه سواء إسلامي او غير إسلامي فلن تغيّر لفظة (الإسلامي ) التي علّقناها على لافتة البنك أي شيء. ذلك أن (إسلامية ) البنك تنطلق من نظام تعاملاته السارية على أمور البنك لا من لفظة(الإسلامي)المعلّقة ، والشريط هو الآخر إسلامي بحكم المادة التي يقدّمها وعلى ذلك فقس البقية ...
أين الآخر ؟

وماذا عن الآخر الذي لا يعلّق لفظة (الإسلامي) هل هو كفراني مثلا ؟! أم غير إسلامي .. ام ماذا يكون؟
خصوصا أن مجتمعنا اليمني ليس فيه أقليات دينية –إذا استثنينا بعض اليهود في ريمة او صعدة- فالكيان اليمني مسلم لا يمكن إسقاط صفة الإسلام عنه بأي حال من الأحوال فما دعوى الإسلاميات التي نتباهى بها ؟!
إن  هذا الإقصاء الممارس على الناس بدعوى الدين ليس صحيحا ذلك أن الكل مسلم – والحمد لله- لكن منا المقصرون غير الملتزمين بتعاليم الدين لكنهم ضمن دائرة الإسلام والله اعلم بالسرائر .. ولا يصح لطائفة او لجماعة او لأي كيان – أيا كان أسمه- فرض وصايته على الناس بدعوى انه الطرف المسلم ..عفوا أعني الملتزم ..في حين الآخر ماذا سنسميهم ؟ كفرة مثلا ؟ طبعا لم ينادِ أحد بمثل ذلك ، لكن وضع عمامة التميز لطائفة او فئة في رفع أنهم إسلاميون هكذا لا أراه صحيحا بل هو نوع من فرض الوصاية باسم الدين والدين من ذلك (الفكر) بريء ..

حالة خاصة

.. في دول أخرى لديهم العديد من الطوائف الدينية لم أجد لافتة البنك الفلاني المسيحي او الفلاني اليهودي او الفلاني البوذي؟!! او غيرها فلماذا نحن المسلمين ( متميزون) هكذا ؟ وهل هذا هو التميّز المطلوب؟
إن التميّز الذي يقدمه العطاء لحضاري للإسلام هو تميز سلوكيات لا شعارات مرفوعة .. نحن في الإسلام لدينا النظام الاقتصادي المميز عن الأنظمة الموجودة الآن لكن هذا النظام ضاع  وسط معمعة (الإسلاميات) المعلّقة ولو وُجد لهذا النظام أرضية خصبة للتطبيق على ارض الواقع لظهر التميّز الذي نهدف اليه ..
عطاء الإسلام الحضاري هو في  سلوكيات ممارسة على ارض الواقع تجعل من الآخر يشهد لذلك التميّز دون الإعلانات التي نمهد بها لان الحق ما شهدت به الأعداءُ..
فالفن الراقي الذي يسمو بالمشاعر ويهذّب خلجات النفس هو إسلامي – حتى بدون ان نسميه إسلامي على الغلاف – لكنه إسلامي المقصد والمنطلق ..
والكتاب الذي يفيد قارئه دون أن يهبط به إلى دركات الخواء والعدمية  بل يحلّق به في سماوات الفكر والحكمة هو الآخر إسلامي..
هكذا كل ما يرقى بالإنسان إلى  مصافي السمو ويجعل منه خليفة على الأرض هو إسلامي  المقصد لاشك..
أما (الإسلاميات) الجوفاء ضن الشعارات الأكثر خواء لن تخدم الإسلام مثقال ذرة بقدر ما أراد لها أصحابها – سواء يحسن نية او بغير ذلك..
فلنجعل هدفنا هو إسلامية المقصد والمعاملة  لا إسلامية الشعارات التي يستطيع حتى غير المسلمين ان يرفعها بسهولة لكن المسلمين الحقيقيين في إسلاميتهم قدوتهم هو النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان قرانا يشي على الأرض تطبيقا وممارسة وسلوكا لا شعارا أجوف لا فائدة منه ..

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015