»نشرت فى : الأحد، 21 نوفمبر 2010»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

هل نحن وحدنا في الكون ؟*

..قبل خمسين عاما بالتحديد في 8 أبريل 1960 ، عالم فلك غير معروف اسمه فرانك دريك جلس إلى ضوابط تلسكوب راديوي ذو85 قدما في مرصد الضفة الخضراء في غرب ولاية فيرجينيا، وبدأ يمسح السماء ، بحثا عن إشارة من حضارة غريبة. وكانت هذه بداية التجربة العلمية الأكثر طموحا في التاريخ.
بالكاد مرت ساعة حين فجأة المعدات ثارت ، ومكبر الصوت الموصل إلى هوائي عملاق بدأ بدوي عالي ودارت مسجلة القلم بتهيج ، وأشار التلسكوب الراديوي الى نجم قريب يسمى ابسيلون ايردني..
وكان السيد دريك في حيرة بالتأكيد لا يمكن أن يكون مسعاه بهذه السهولة؟ وقد كان على حق.


الضجة ظهرت اشارة من رادار عسكري سري .
سهر عالم الفلك الانفرادي استمر لبضعة أسابيع ،أنه استنفد وقت التلسكوب مع تقرير صغير . ومع ذلك ، أثارت جهوده الرائدة في نشوء مشروع الـ50 عام والمعروف باسم البحث عن حياة ذكية خارج الأرض ، والآن برنامج البحوث الدولية بميزانية بعدة ملايين من الدولارات شاملا ايضا وقت تأجير بعضا من أكبر التلسكوبات اللاسلكية في العالم ، مثل الطبق 1،000 قدما في أريسيبو في بورتوريكو ، وقد ظهر في فيلم جيمس بوند "العين الذهبية". 
                
                                   الصمت المخيف
بعد خمسة عقود من الاستماع الصبور  لكن جميع علماء الفلك أظهروا انه صمت مخيف. هل هذا يعني أننا وحدنا في هذا الكون بالنتيجة؟ أو ربما أننا نبحث عن الشيء الخطأ في المكان الخطأ في الوقت الخطأ؟
البحث عن حياة ذكية خارج الأرض ، اعتبر مرة مغامرة خيالية في أحسن الأحوال ، أصبح الآن جزءا من العلوم السائدة. في العقد الماضي أو نحو ذلك ، أكثر من 400 كوكب تم العثور عليها تدور حول نجوم قريبة ، وعلماء الفلك خمنوا انه يمكن أن يكون هناك مليارات من كواكب شبيهة بالأرض في مجرة درب التبانة وحدها، واكتشف علماء الأحياء ميكروبات تعيش في البيئات القاسية على الأرض لا تختلف عن الظروف التي على سطح المريخ ، واكتشفت لبنات البناء الجزيئي للحياة في الفضاء السحيق، وكذلك في النيازك. كثير من العلماء يصرون الآن على أن الكون يعج بالحياة ، وان بعض الكواكب يمكن أن تؤوي كائنات ذكية.
تكهنات حول العوالم الأخرى التي يسكنها الكائنات الحية تمتد مرة أخرى إلى ما قبل التاريخ. ولآلاف السنين ظل هذا الموضوع بشكل مباشر في مناط الدين والفلسفة ، ولكن بحلول القرن التاسع عشر دخل مناط العلم ايضا. لمحت الملاحظات الفلكية أن كوكب المريخ يمكن أن يكون مسكنا ملائما للحياة ، وفي سبعينات القرن التاسع عشر تصور الفلكي الإيطالي جيوفاني شياباريلي انه يمكن ان نرى خطوط على سطح الكوكب الاحمر. الكاتب الأمريكي الغني ، بيرسيفال لويل ، أصبح معلقا اهتمامه على الفكرة القائلة بأن المريخيين قد بنوا شبكة من القنوات للري على كوكبهم القاحل ، وهذا التخمين الذي يغذيه نشر رواية ويلز "حرب العوالم". بنى السيد لويل مرصدا في فلاغستاف اريزونا  لتحديد خريطة القنوات والبحث عن علامات أخرى للهندسة المريخية. من المحزن للسيد لويل لم تكن هناك قنوات. إرسال المسابر الفضائية الى المريخ في الستينات التي لم تعثر على أي علامة على مشاريع الهندسة المريخية ، ولا علامة على الحياة ايضا ، فقط صحراء جافة متجمدة معرضة للأشعة فوق البنفسجية القاتلة.
في العقود القليلة القادمة ، البحوث عن رسائل لاسلكية من النجوم تؤخذ على محمل الجد بما يكفي لاجتذاب التمويل الحكومي. من عام 1970 إلى عام 1993 انفقت ناسا نحو 78 مليون دولار على المشاريع التي تسعى إلى صقل ملاحظات السيد دريك ذات الاثر  بدءا من دراسة الجدوى لبناء مجموعة من 1،000 طبق حساس بما يكفي لالتقاط التلفزيون والإذاعة البث الروتيني من النجوم القريبة، و في عام 1992 اطلقت وكالة ناسا رسميا برنامجا سُمى مسح بموجات الميكروويف عالية الدقة، ولكن الكونغرس ألغاه في العام التالي منهيا مشاركة ناسا.
معظم التمويل يأتي من اليوم التبرعات الخاصة من خلال معهد سيتي ، وهو قطاع خاص غير ربحي تأسس في عام 1984م  في ماونتن فيو في ولاية كاليفورنيا وجوهره في مجموعة تلسكوب ألين وهي 35 مليون دولار مخصصة لشبكة من 42 طبق صغيرة في شمال ولاية كاليفورنيا ، مع حوالي 30 مليون دولار من التمويل التي تساهم بها بول ألين المؤسس المشارك في مايكروسوفت، والهدف هو زيادة الشبكة في نهاية المطاف الى 350 طبق، وشملت الجهات المانحة في مشاريع أخرى ديفيد باكارد وبيل هيوليت (المؤسسين من هيوليت باكارد) وغوردون مور (الشريك المؤسس لشركة إنتل). 

                                                   اشارات من بعيد
بثت محطات الراديو الخاصة بنا اشارات مستمرة ضيقة النطاق ، أي موجات الراديو مضبوطة إلى تردد محددة بشكل واضح وقد ركزت في معظمها على البحث عن شيئ من هذا القبيل القادم من الفضاء. الراحل كارل ساجان ، بطل مؤثر في البحث عن إشارات من خارج الأرض في الثمانينات، تصور ان حضارة متقدمة غريبة تبث عمدا رسائل لاسلكية ضيقة النطاق إلى الأرض لجذب انتباهنا، هذا السيناريو يبدو مستبعدا جدا ، وحتى المتفائلون مثل السيد دريك – الذي لا يزال باحث نشط - يفترض أن أقرب حضارة غريبة ستكون على بعد مئات السنين الضوئية. لأن لا شيء يسافر أسرع من الضوء ، فإن هؤلاء لأجانب المفترضين ليس لديهم أي فكرة عن مجتمع ذي مسح لاسلكي موجود على الأرض حتى الآن.
يمكن على الارجح أن تكون منارة أو مصدر اذاعي يصدر تنبيها بشكل منتظم يمكن لأي شخص استماعه و يجتاح على مستوى مجرة درب التبانة مثل شعاع من منارة. وسوف تظهر في تلسكوب لاسلكي كنبضه وجيزة تكرر دوريا ، ربما كل بضعة أشهر أو سنوات.
كشف علماء الفلك انفجارات لا سلكية وجيزة من حين لآخر قادمة من الفضاء. ومن الأمثلة الشهيرة على ما يسمى ب "الانبهار!" إشارة سجلت في 15 أغسطس 1977، من قبل إهمان جيري وذلك باستخدام متصنت التلسكوب اللاسلكي الكبير التابع لجامعة ولاية أوهايو. اكتشف السيد إهمان عندما كان يطالع مطبوعة الهوائي في جهاز الكمبيوتر، وكان سعيدا للغاية فكتب "نجاح باهر"! في الهامش. النبضات اللاسلكية يمكن ان تنشأ من مجموعة متنوعة من الظواهر الفلكية ، بدءا من النجوم النيوترونية الدوارة إلى انفجارات الثقوب السوداء ، ولكن خصائص إشارة النجاح الباهر لا تناسب أي حدث طبيعي معروف، ولا نبض اضطراب من صنع الإنسان، فلم يتم الكشف عن شيء مرة أخرى من هذا الجزء من السماء عندما نظر علماء الفلك.
وقد تم تحليل للاشارات المبنية المنظمة بواسطة عالم الفيزياء الفلكية غريغوري بينفرد من جامعة كاليفورنيا في ايرفين وشقيقه جيمس - وهو خبير في الموجات عالية القدرة لاسلكيا. المجهول الرئيسي هو كيف ان الاشارة غالبا تتكرر ، وبالتالي فإن الأخوين بينفرد ألحا على البحث المنهجي، وسيكونا في حاجة إلى مجموعة مخصصة للتلسكوبات اللاسلكية موجهة إلى التحديق لسنوات طويلة في رقعة محددة من السماء ، ويفضل نحو مركز المجرة ، حيث ربما يتم العثور على أقدم النجوم والحضارات الأكثر تقدما والأفضل مواردا من الراجح أن تكون موجودة،
وذلك من خلال التركيز على اشارات لاسلكية ، مع ذلك، فإن البحث عن حياة ذكية كان محدودا للغاية ، كما هو الحال في العلوم القانونية فالقرائن التي خلفها النشاط الغريب قد تكون دقيقة جدا وتتطلب تقنيات علمية متطورة. ربما هناك حضارة متقدمة تشغل نطاق واسع في الهندسة الفلكية معيدة تشكيل نظامها الكوكبي أو حتى تعديل على نجمها المضيف فالآثار قد يمكن أن تُلاحظ من الأرض أو في الفضاء القريب.
عالم الفيزياء فريمان دايسون اقترح ذات مرة أن المجتمعات الغريبة المتعطشة للطاقة قد صنعت غلاف من المواد حول نجم ما لحصر معظم حرارته وضوئه لتشغيل صناعتها بقوة في برنامج طاقة شمسية، مجالات دايسون تفضح وجودها بواسطة الاشعاع بقوة في المنطقة تحت الحمراء من الطيف.،وقد تم بضعة عمليات تفتيش باستخدام بيانات الأقمار الصناعية ولكن من دون نجاح!
إذا كانت حضارة تبقى لفترة طويلة ، فإنها قد تسعى إلى الهجرة خارج نظامها الكوكبي لتستعمر ، أو تستكشف المجرة على الأقل ، لكن مجرة درب التبانة ضخمة ، فهي بعرض حوالي 100،000 سنة ضوئية ، وتحتوي على 400 مليار نجم ، وبافتراض وقت كافي فحضارة ذات عزم يمكن أن تنتشر على نطاق واسع حتى الآن. نظامنا الشمسي بعمر حوالي 4.5 مليار سنة ، ولكن المجرة اقدم بكثير، وكانت هناك نجوم وكواكب متواجدة قبل فترة طويلة حتى لوجود الأرض. وكان هناك متسع من الوقت لواحدة من تلك الحضارات التوسعية على الاقل للوصول الى حينا المجري هذا الاحتمال قاد ذات مرة ان عالم الفيزياء انريكو فيرمي لقوله الشهير"أين الجميع؟" 


                                       كيف نعرف أنهم لم يكونوا هنا بالفعل؟
سيكون من قبيل المصادفة التي لا تصدق ان الأرض قد تم زيارتها من قبل الأجانب خلال فترة وجيزة من تاريخ البشرية.، ولأسباب إحصائية بحتة أي زيارة من المرجح أن تكون قد منذ وقت طويل جدا . بدون اي تفكير، تخيل أن الحملة الغريبة مرت منذ 100 مليون سنة ، فهل تبقى أي آثار؟
ليس الكثير،ومع ذلك، ربما بعض بقايا لا تزال قائمة، قد تكون النفايات النووية المدفونة يمكن ان تكتشف حتى بعد بلايين من السنين.فالاستغلال المعدني على نطاق واسع مثل المحاجر يترك الندوب المميزة التي - في حالة الأرض - ستصبح في نهاية المطاف محجوبة بالطبقات الفوقية ولكن لا تزال تظهر في عمليات المسح الجيولوجي.تماما مثل المسابر الفضائية المتروكة في المدار حول الشمس قد تظل كامنة مع سلامتها لفترة كبيرة من الوقت. يمكن للعلماء ان يبحثوا عن بصمات هذه التكنولوجيا الغريبة على الأرض والقمر و في الفضاء القريب وعلى سطح المريخ وبين الكويكبات.
كائن آخر مادي بطول عمر كبير هو الحمض النووي فأجسادنا تحتوي على بعض الجينات التي ظلت دون تغيير يذكر لمدة100 مليون سنة،فالتكنولوجيا الحيوية قد تكون مستخدمة من حملة غريبة على الأرض للمساعدة في تجهيز المعادن أو المشاريع الزراعية أو البيئية. إذا عدلوا جينات بعض الكائنات الأرضية لهذا الغرض،أو جهزوا الكائنات الحية الدقيقة الخاصة بهم من لا شيء فهذا الإرث من العبث قد يبقى حتى يومنا هذا مخبأ في السجل البيولوجي
مما يؤدي الى وجود اقتراح أكثر تطرفا ان الحياة على الأرض تخزن المعلومات الجينية في الحمض النووي ، وهناك الكثير من الحمض النووي ويبدو أن غير المرغوب فيه ، ولكن، إذا الأجانب ، أو بدائلهم الآليون ، - منذ زمن بعيد - رغبوا في ترك رسالة لنا فإنه لا يلزم أن يستخدموا موجات الراديو فيمكن أن يكون تم وضع البيانات في الحمض النووي غير المرغوب فيه في الكائنات الأرضية، وسيكون ذلك مكافئا معاصرا لرسالة في زجاجة مع ترميز الرسالة رقميا في الحمض النووي والزجاجة تصبح خلية حية متكاثرة. (وذلك ممكن، فالعلماء اليوم زرعوا بنجاح رسائل تصل الى 100 كلمة في جينوم(1) البكتريا) .فاي بحث منهجي لجينوم مجزأ سيكون رخيص نسبيا وبسيط بشكل لا يصدق ، حفنة من عمليات البحث الكمبيوترية (الغير ناجحة) المقدمة للعلامات المنذرة للرسالة الغريبة.
احد أخطار البحث عن الحياة الغريبة هو انحياز يحمل في ثناياه عوامل بشرية مركزية فهناك ميل طبيعي للتراجع عن ما سنفعله عندما نحاول تخمين دوافع وأنشطة الأجانب.،ولكن هذا يكاد يكون مضلل بالتأكيد. اذا المجتمعات الغريبة لم تدمر نفسها لا محالة ، فإنها يمكن أن تستمر لعشرات الملايين من السنين أو أكثر، ومن المستحيل بالنسبة لنا لتخمين ما تشابه هذه الحضارات الطويلة الأمد أو الكيفية التي ستؤثر على بيئتها.
كائنات في المستقبل
شيء واحد يبدو واضحا ان الذكاء البيولوجي من المرجح أن يكون مجرد مرحلة وجيزة في تطور الذكاء في الكون فحتى في نوعنا الصغير الخاص أجهزة الكمبيوتر يتفوق الآن على الناس في الحساب والشطرنج ، وجوجل(2) هو أكثر ذكاء من أي إنسان على هذا الكوكب، لكن في الغد القريب اغلب النشاط العقلي الكثيف  سوف يكون معمول من قبل النظم المصممة و الموزعة ، وعلى مر الزمن تلك النظم نفسها سوف تصمم نظم أفضل. وبفرض فترة طويلة جدا من التنمية ومعالجة المعلومات والمعرفة يمكن دمج الشبكات من حيث المبدأ والتوسع لتغطية كامل سطح القمر أو الكوكب،واذا نحن اجرينا اتصالا مع E.T (3) فإنه من غير المحتمل أن يكون كائن ذاو طبيعة بشرية مع رأس كبير، ولكنه عملاق ينبض بدماغ صناعي فإذا كان هذا الكيان  يقيم في أعلى مستويات الكون الفكرية فإن اهتمامه الضئيل بنا هو موضع نقاش.
ليس لدينا أي دليل على الإطلاق عن أي حياة خارج الأرض ، ناهيك عن حياة ذكية، ويمكن أن يكون أصل الحياة هو حظ رهيب وأننا وحدنا فقط.
 لكن العواقب المترتبة على اكتشاف أن حياة ذكية أخرى موجودة أو لها وجود تبدو بالغة الأهمية تستحق أن نلقي نظرة على كيفية يمكننا الكشف عن أدلة على ذلك. في حين أن علماء الفلك يرصدون بشق الأنفس أي همسة أو صوت من الكون الطبيعي لأي إشارة من الإشارات ينبغي على العلماء من جميع التخصصات التفكير في ان التكنولوجيا الغريبة قد تكشف عن وجودها بوسائل أخرى سواء عبر اتساع الفضاء او عبر الفناء الخلفي الفلكي الخاص بنا .
ان سحر البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض للكثير من غير العلماء هو الوعد المثير للحكمة في السماء. يقول فرانك دريك "أن البحث عن الذكاء الغريب حقا هو البحث عن أنفسنا وكيف ننسجم مع المخطط الكوني العظيم. "
أن نعرف أننا لسنا الكائنات الحية الوحيدة في كون غامض ومخيف في بعض الأحيان – فمجتمع اجنبي بقي لدهور وتغلب على مشاكل متعددة - من شأنه أن يمثل رمزا قويا للأمل بالنسبة للبشرية.
                                                      ***
ملاحظات المترجم:-
*  نُشرت هذ المقالة على موقع http://europe.wsj.com  يوم 10 ابريل 2010م
** بول ديفيز : عالم فيزياء بريطاني ومدير مركز ما وراء عن المفاهيم الأساسية في العلوم في جامعة ولاية أريزونا إلى جانب مؤلف للكثير من الكتب في تبسيط العلوم منها " الله والكون والعقل" و"الثلاث الدقائق الاخيرة" وغيرها واخر كتاب صدر له هو "الصمت المخيف The Eerie Silence " والذي يدور حول مضمون هذه المقالة .
1/ الجينيوم : genome هو المخطط الوراثي لكل كائن حي
2/ جوجل : محرك البحث الشهير Google
3/
E.T :- اسم فيلم من افلام الخيال العلمي عٌُرض عام 1982م يحكي عن مخلوق جاء من الفضاء إلى الأرض وله مغامرات.
***
ملاحظة :

نشر هذا المقال في صحيفة الجمهورية (اليمنية) بتاريخ 20يونيو2010م 

نشر في مجلة وضات الإلكترونية العدد18 مارس 2015م

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015