»نشرت فى : السبت، 28 مايو 2011»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

في البدء كانت الكلمة

 ليس منا من لم يقف متسائلاً أمام الظواهر الطبيعية التي تدور حوله من برق ورعد وكسوف وخسوف ..وغيرها ، فبالرغم ان المشاغل الحياتية تجرفنا عن أي تأمل أو تفكّر إلا ان هناك لحظات استراحة من تلك المشاغل تجعل تلك التساؤلات تقفز إلى أذهاننا جميعاً فتجر كثيراً من الأسئلة بصيغة أو بأخرى ..
صحيح ان الثقافة الدينية قدّمت أجوبة جاهزة عن بعض تلك التساؤلات لكن النص الديني لوحده يكون في عبارات مكبوسة تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي تحتاج تلك العبارات إلى تأمل آخر لفهم معانيها إلى جانب ان عصر العلم الذي نعيش ذروته اليوم قد قدّم أفكاراً وأجوبة بالصوت والصورة حول حقائق الكون الفسيح أصابت عقولنا بالمزيد من الذهول لكن هذا الذهول راكم هو الآخر المزيد من التساؤلات حول ما قدمه العلم، وكيف توصل إليه ؟ ولماذا ؟
لا يفهم من كلامي هذا تجاهل النص الديني إنما محاولة لفهم محتواه بأسلوب العلم الحديث بما يسمح لنا ان ننطلق من إدراك الكون المنظور في فهم النص المسطور لأن الركون إلى النص الديني لوحده دون الالتفاف إلى عطاءات العلم الحديث – خصوصاً المتعلقة بالأمور الكونية– هو نقص في فهمنا لتلك الأمور الكونية وكذلك يكون تفسير النص الديني المتعلق بها هو الآخر منقوص..
من الأسطورة إلى العلم
يحدثنا التاريخ ان الإجابات ( المعلّبة) لتلك الظواهر الكونية التي قدمتها الأساطير في الأزمنة القديمة – على كثرتها- لم تشبع نهم الإنسان ، ففكرة ان البرق والرعد سببه طرقات الإله زيوس وان الأرض رابضة على قرني ثور إذا نطحها كانت الزلازل، وإجابات أخرى مماثلة مازالت تحتفظ بها ذاكرة الإنسان إلى اليوم كأساطير ُتـحكى ...
إن نبذ تلك الأساطير Mythos إلى تأمل واستنباط يقوم على العقلLogos أو الكلمة كان الشرارة الأولى للبحث العلمي الذي شيد المعمار العلمي الشامخ الذي نعيشه في هذا العصر..
ونذكر هنا ان كلمة نظرية Theory الشائعة اليوم في لغة العلوم كانت في اليونانية تعني أولاً تأمل منظر طبيعي ، بل ان كلمة لوجوس السابقة الذكر اشتق منها لفظة المنطق logic وكذلك المقطعology الذي يضاف إلى الكلمة ليفيد معنى العلم مثل علم الحياة Biology و علم الكونيات Cosmology وعلم المعادن Mineralogy ...وإلخ.

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015