»نشرت فى : الأربعاء، 22 يناير 2014»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

النقد المقدس




.. هل تشيع بيننا ثقافة النقد ؟
ويكون هذا النقد حاضرا كآلة " مشذبة " لكل ضار في حياتنا الفكرية سواء القديمة أو المعاصرة ؟
وإذا قبلنا بهذا النقد ، لمَ لا نتوجه للتراث وننقده مثلما ننقد حاضرنا وثقافته ؟
أم نحن مستمرون في التمسك بكل قديم لأنه قديم فقط - بغض النظر عن صلاحيته مع هذا العصر - فأصبحنا لا نحن نقدنا الماضي - بل مازلنا في الاجترار - ولا توجهنا للمستقبل مثل باقي خلق الله ....

 
و لماذا هذا الخوف من نقد الماضي " المقدس" ؟
هذا الماضي هو إما متيناً فسيصمد للنقد ، أو "هشا" سيسقط مع كل نقد يمارس عليه غير مأسوف عليه، و في كلا الحالتين سنخرج بفائدة و أرضية متينة ننطلق منها للمستقبل...
فنقرأ من تراثنا " المعصوم" عن النقد - على سبيل المثال - أن العلماء هم "الموقعون عن رب العالمين " ! وهذا عنوان كتاب لابن القيم الجوزيه " أعلام الموقعين عن رب العالمين"
مهما كانت التسمية حقيقةً أو مجازاً ، كيف موقعون " عن رب العالمين"؟
منْ ينقد هذا الكلام وأشباهه يدخل تحت طائلة أما التكفير أو المحاسبة أو ما شابه ؟!
و أقرأ في تفسير الطبري هذه العبارات عن بعض الرواة:
" كذاب لا يوثق به "، " كذاب ، زنديق ، لا يكتب حديثه"، " كذاب ، صاحب سكر ، شاطر"،" كذاب ، عدو الله ، ليس يسوي فلسًا"، " كذاب خبيث يضع الأحاديث"، " وأنه كذاب وضاع" ،" مجمع على تركه" ، " وهو رجل سخيف كذاب ، لا يشتغل به "، " منكر الحديث"، " كذاب ، رجل سوء"، " وهو منكر الحديث . كذاب ، غير ثقة ولا مأمون"الخ
فماذا تبقى من الروايات ؟
رحم الله الطبري كان جامعاً ولم يكن محققاً ....
هذا تراثنا الذي ورثناه من أجدادنا طيلة الـ1400 عام الماضيين ، أما آن الوقت لغربلته والاستفادة مما يفيد زماننا منه و"طرح" ما لا يفيد ؟
لأن تراثنا التاريخي العريق إذا لم نستفد منه ، سيصبح "حِمْل" يعيق تحركنا للمستقبل ....

والله أعلم

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015