النقد المقدس
.. هل تشيع بيننا ثقافة
النقد ؟
ويكون هذا النقد حاضرا كآلة
" مشذبة " لكل ضار في حياتنا الفكرية سواء القديمة أو المعاصرة ؟
وإذا قبلنا بهذا النقد ، لمَ
لا نتوجه للتراث وننقده مثلما ننقد حاضرنا وثقافته ؟
أم
نحن مستمرون في التمسك بكل قديم لأنه قديم فقط - بغض النظر عن صلاحيته مع هذا
العصر - فأصبحنا لا نحن نقدنا الماضي - بل مازلنا في الاجترار - ولا توجهنا للمستقبل
مثل باقي خلق الله ....
و لماذا
هذا الخوف من نقد الماضي " المقدس" ؟
هذا
الماضي هو إما متيناً فسيصمد للنقد ، أو "هشا" سيسقط مع كل نقد يمارس
عليه غير مأسوف عليه، و في كلا الحالتين سنخرج بفائدة و أرضية متينة ننطلق منها للمستقبل...
فنقرأ
من تراثنا " المعصوم" عن النقد - على سبيل المثال - أن العلماء هم
"الموقعون عن رب العالمين " ! وهذا عنوان كتاب لابن القيم الجوزيه
" أعلام الموقعين عن رب العالمين"
مهما
كانت التسمية حقيقةً أو مجازاً ، كيف موقعون " عن رب العالمين"؟
منْ
ينقد هذا الكلام وأشباهه يدخل تحت طائلة أما التكفير أو المحاسبة أو ما شابه ؟!
و أقرأ
في تفسير الطبري هذه العبارات عن بعض الرواة:
"
كذاب لا يوثق به "، " كذاب ، زنديق ، لا يكتب حديثه"، " كذاب ،
صاحب سكر ، شاطر"،" كذاب ، عدو الله ، ليس يسوي فلسًا"، " كذاب
خبيث يضع الأحاديث"، " وأنه كذاب وضاع" ،" مجمع على تركه"
، " وهو رجل سخيف كذاب ، لا يشتغل به "، " منكر الحديث"، "
كذاب ، رجل سوء"، " وهو منكر الحديث . كذاب ، غير ثقة ولا مأمون"…الخ
فماذا
تبقى من الروايات ؟
رحم
الله الطبري كان جامعاً ولم يكن محققاً ....
هذا
تراثنا الذي ورثناه من أجدادنا طيلة الـ1400 عام الماضيين ، أما آن الوقت لغربلته
والاستفادة مما يفيد زماننا منه و"طرح" ما لا يفيد ؟
لأن
تراثنا التاريخي العريق إذا لم نستفد منه ، سيصبح "حِمْل" يعيق تحركنا للمستقبل
....
اضف تعليقاً عبر:
إرسال تعليق