»نشرت فى : الاثنين، 16 مارس 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

مذكرات مطموسة

المذكرات، ما أهمية كتابة المذكرات؟
أقرب الإجابات التي تتبادل إلى الذهن هي: الهدف هو نقل تجربة أو تجارب صاحبها إلى جمهور القرّاء!


لنقل: جميل..
طبعا هذا ضمن افتراض أن لكاتبها-صاحبها- تجارب تستحق النقل!

دعنا نفترض أن لديه؛ فكل إنسان لا بد قد مر بتجارب حياتية في رحلة العمر.



لكن دعوني أتساءل:
أية تجارب ستكون لكاتب يعيش في جغرافيا منسية اسمها الوطن العربي الكسير؟!

لا شك أنها تجارب الشكوى والتبرّم بالواقع العربي المنحوس في الزمن الأخير والانكسارات المتوالية... الخ.
ولا أظن أن مثل هذه التجارب- إن صح تسميتها كذلك- تحتاج لتوثيق ونقل؛ فالواقع المعاش زاخر بمالذ وطاب من ذلك!
أم أن قراءة تلك التجارب على الأوراق مسطورة أمر لذيذ؟!

إن قراءة المذكرات يشبه قراءة التاريخ، مع فارق أن المذكرات تاريخ مكتوب بقلم صانعه.

يعني ستجد التعظيم والتفخيم للذات وإخفاء الهنات بل عدم ذكرها بالمرة؛ وكأن صاحب المذكرات ملَك هبط من السماء لنقرأ- نحن البشر المخطئين- إبداعاته!

إذن، لمَ المذكرات؟

لنقل: كتابتها من باب الفضفضة والتدوين للنفس كحكايات طريفة مرت في رحلة عمر طويلة.

إنها حواديت للتسلية، لكاتبها بالدرجة الأولى وهو يستعيد قراءتها ذات عشية مملة!

السياسيون والمؤثرون في المجتمع هم من لمذكراتهم قيمة- خصوصا لو صدقوا في تدوينها؛ فهي تسلط الضوء على كواليس في حياتهم تهم مجتمعاتهم.

لكني لم أجد سياسيا عربيا ذا وزن كتب مذكراته!
فهو إما مات قبل أن يدونها، هذا بافتراض أنه كان يكن هذه النية.

أو ظهرت بعد رحيله بسنوات، مما يبعث الشك حول مصداقية نسبها له سواء كتبها أو أملاها.

ولندع الساسة جانبا؛ ربما نحن العرب لم نصل للشفافية التي تجعل السياسي يبوح بأسراره!

هناك مذكرات جميلة لكتّاب وشعراء ومفكرين؛ كلٌ كتب سيرته الذاتية بطريقته الخاصة به، لكن ما يهمنا أنه كتبها بنفسه ولم يدع الآخرين يشكلوا وجهه كما شاءوا هم!

يقول نزار قباني: "أريد أن أكتب قصتي مع الشعر قبل أن يكتبها أحد غيري.

أريد أن أرسم وجهي بيدي، إذ لا أحد يستطيع أن يرسم وجهي أحسن مني.

أريد أن أكشف الستائر عن نفسي بنفسي، قبل أن يقصني النقاد ويفصلوني على هواهم، قبل أن يخترعوني من جديد.

لا يستطيع أحد أن يكون فمي أكثر من فمي".

هذه دعوة لكل كاتب أن يكتب مذكراته بنفسه بغض النظر عن تاريخ نشرها!

المذكرات التي يكتبها صاحبها تكون أكثر جمالا مما يكتبه الآخرون عنه!

لذا أفكر أن أكتب مذكراتي

طبعا لستُ سياسيا - ولن أكون- والحمد لله.

لكن معي قلم وأعيش في عصر متقلب الأطوار

ومن حسن حظي أني ولدت في القرن العشرين - قرن الفيزياء.

وأعيش في بداية القرن الحادي والعشرين - قرن الثورة البيولوجية!

ألا تحتاج هذه الإبداعات توثيق؟

أما تاريخنا اليمني الطويل الذي ورثناه في هذه العصور الأخير فيستحق التوثيق أيضا.

ونحن اليوم في عصر الرواية لما خفت صوت الشعر قليلا برحيل العمالقة

لذا ستكون هذه المذكرات رواية، طبعا ليس بالمعنى المعهود للرواية، بل سيرة غير ذاتية وغير موضوعية على خطى د عبد الوهاب المسيري - رحمه الله.

كما أن تنقلي الجغرافي كثير (ضمن اليمن على الآقل)

تعز

ذمار

عدن

إب

العراق

الأردن

تلتفتوا حولكم

ستجدوا أن هناك أشياء كثيرة من حولنا تستحق التوثيق!




    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015