»نشرت فى : الاثنين، 16 مارس 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

كتابة بيضاء

ما الذي تكتبه في هذا العصر المشحون بكل ألوان الماضي المستيقظ من سباته؟!
الماضي القريب أو البعيد على السواء، لا فرق!


ماضٍ استحضر كل أدواته الممكنة والمحدّثة تكنولوجيا، في مفارقة تعصف بكل شيء يمت بصلة لك بهذا العصر الذي ليس لك منه إلا اللافتات.

ماض/تاريخ يجرف الجغرافيا/الأرض من تحت قدميك فتصبح شبه منسٍ في جغرافيا منسية أو مفقودة وسط حرائق ما تكاد تُخمد حتى تشتعل من جديد.

وسط هذا الركام ما الذي تكتب؟

قال الشاعر أحمد مطر:
"كيف يصطادُ الفتى عصفورَهُ في الغابة المشتعلة؟
كيف يرعى وردَهُ وسط ركام المزبلة؟!
الأسى لا حدَ له
والفتى لا حولَ له".

أظن أن أحاديث العويل والبكاء على اللبن المراق لا قيمة لها، بل تبدو جلدا للنفس لا غير.

أما أحاديث "الهروب" من الحريق إلى المواعظ، فما هي إلا ضرب من مغالطة النفس!

إذن فماذا ستكتب؟

هل ستكتب كتابةً بيضاء، ليس لها علاقةٌ بهذهِ الدنيا ولا بالآخرة؟!

أم ستكتب بلا كتابةٍ؟
ليُقال لك: هذا هو المطلوب!

هناك قصيدة للشاعر أحمد مطر بعنوان "مبادئ الكتابة العربية" صوّرت حال الكتابة في زمنٍ كزمننا الراهن.

زمنٌ صارت النصيحة فيه:
"إياك أن تنتقدَ الروثَ، فقد تؤذي شعور البقرة"!

وأخيراً:
بلا صِفة
تعيشُ وسْط العاصفة
مطوّحَا ذاتَ اليمين مرةً
ذاتَ الشمال تارةً
وتارةً مناصفة!
والحالُ قد حالت بهِ
هذي الظروفُ القاصفة
منْ أنت؟
وجهٌ مُنكَرٌ
هويةٌ مطموسةٌ
وجثةٌ هامت بكل الأرصفة!


    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015