»نشرت فى : الثلاثاء، 7 أبريل 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

عالم ما بعد كورونا

قراءة في كف المستقبل

لا يزال فيروس كورونا يواصل اكتساحه المرعب للعالم من شرقه إلى غربه، وحتى الصين موطن الانبعاث الأول تعلن عن موجة جديدة للوباء!

ألفنا أرقام الوفيات اليومية وهي تسجل المئات يوميا في بعض الكلمات، لعل إيطاليا والولايات المتحدة في الطليعة.

خلو المارة من شوارع المدن العالمية صار سمة ملازمة لتفشي الفيروس مع إعلان الدول حظر التجول الكلي، وتوقف المصانع والشركات والنتاج الاقتصادي برمته عن الدوران سمة أخرى.




ودعونا نتساءل كيف سيصبح سشكل العالم بعد انتهاء، جائحة كورونا؟
سيقول البعض هذا سؤال سابق لأوانه!

أقول ربما، لكن لا مانع من التساؤل.

دعونا نخمن أو حتى نتخيل ما سيصبح..

أظن العالم سيخرج من الجائحة منهك اقتصاديا في ظل هذ الركود الاقتصادي الكبير والذي سيصبح "المخيف" لو طال زمن اكتساح الفيروس.

الكل سيخرج منهارا وليس حتى مترنحا، وهنا سيتبادر للجميع المثل الشعبي اليمني "منْ فلّس ذكر ديون أبوه"!

لا أقول هذا على سبيل التندر، بل هذا ما أظنه سيقع أو احتمال أن يقع..

ستكون الظروف الدولية آنذاك مشابهة لظروف عام 1929م مما سمي بالأزمة الاقتصادية أو الكساد الكبير، مما يضع العالم في أتون حرب مدمرة سيُدفع لها الكل بحكم الحاجة الاقتصادية.

دعونا نراجع التاريخ، جاء في، ويكيبديا- وهي تتحدث عن أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية:

"بداية الأزمة الاقتصادية عام 1929، والتي أدت إلى وصول أنظمة دكتاتورية إلى السلطة في بعض البلدان، وانهماك الكثير من الدول في معالجة أزماتها الاقتصادية جعلها، تقلل من أهمية ما يجري على الصعيد الدولي، في ظل الأزمة الاقتصادية، انتشرت الحماية الجمركية مما أدى إلى حدوث المواجهة بين الأنظمة الديمقراطية والفاشية من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية وامتلاك المستعمرات".

واليوم ماذا هناك؟

جاء في تقرير نشرته نيويورك تايمز في منتصف مارس الماضي للكاتب والمستثمر الهندي روتشير شارما قال فيه:
"تحولت أضخم الديون وأخطرها من تداعياتها على العائلات والبنوك في الولايات المتحدة التي كانت مقيدة من قبل الجهات التنظيمية بعد الأزمة، لتصل إلى الشركات في مختلف أنحاء العالم".

ومثلها الصين التي توقفت حركة الصادرات الخارجة منها وهي أكبر مصدّر وثالث قوة صناعية في العالم.

ولا ننسى أوروبا-القارة العجوز- التي ركع اتحادها أمام الفيروس واثبت ركاكته؛ حيث كل دولة تعاملت بانفراد وأنانية مع الأخرى!

وبلغة الأرقام فقد أعلن خبراء اقتصاد تابعون للأمم المتحدة أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد العالمي الناجم عن فيروس كورونا الجديد قد تصل إلى "انخفاض قدره 50 مليار دولار" في صادرات الصناعات التحويلية في جميع أنحاء العالم، خلال شهر فبراير وحده!

والنتيجة أن الكل سيفر إلى الحرب لتعويض كل هذه الخسارات الهائلة، الجميع سيحارب الجميع، وستكون أبسط شرارة نزاع مسلّح هي القشة التي قصمت ظهر الكرة الأرضية وليس البعير!

وأظن الشرارة ستنطلق من مياه المحيط الهادي بين الولايات المتحدة والصين مستندين على الحرب التجارية والتي كانت قائمة بينهما قبل ظهور الفيروس، بعد ذلك ستدخل روسيا وكوريا الشمالية على الخط، ولعل أسعار النفط المتدنية سبب آخر يضاف إلى جملة الأسباب السابقة.

ليعذرني ماركس ليست الثورات قاطرة التاريخ، لكن عجلة الاقتصاد ودورانها هي القاطرة!




    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015