»نشرت فى : الأربعاء، 17 يونيو 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

موسم الهجرة إلى السماء!


الناس مهووسة بنشر أخبار الموت؛ وكأنهم يتسلون بذلك، حتى الذين لا يملكون أخبار موت يستذكرون موتى قدامى لينشروا أخبارهم!

موسم أليس كذلك؟



والأعجب منهم من يواجهون الموت بطريقة التنمية البشرية عن طريق نشرات تحمل تطمينات لضبط النفس وكيفية التعامل مع فيروس كورونا إذا أصبت به!

أظن أن هذا الأمر هو أسوأ ما في الجائحة التي تجتاحنا هذه الأيام.

إنه موسم لكل شيء في زمان فقد الإنسان كل ما يستند عليه؛ فهاهو الطب في قمة تطوره يقدم للبشرية نصائح منزوعة من أوراق القرون الوسطى: اغسل يديك جيدا وابقَ في البيت!

طبعا ليست هذه لقاحات، بل اجراءات احترازية حتى يتمكن العلم من إنتاج اللقاح المنتظر، ولا موعد ثابت لظهور اللقاح بل تكهنات وتخمينات.

أما نحن في الجغرافية المنسية فباب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه لكل سيناريو متوقع أو غير متوقع، وآظنها ستكون سيناريوهات تتفق مع عقليتنا تماما!

نحن شعوب الغيبوبة على كل الأصعدة من أعلى الهرم حتى أسفل السافلين، والغريب أننا في مثل هذه المواقف نزداد تمسكا بغيبوبتنا التي نتفنن في صناعتها.

هنا شعوب التواكل باسم التوكل
هنا شعوب الزيف باسم التدين
هنا شعوب الأحقاد باسم السياسة
هنا شعوب التعالم باسم العلم
هنا شعوب الدنيا باسم الآخرة!

اكتسحت الجائحة الفيروسية العالم كله ونحن نتابع الأرقام على الشاشات، فلمَ ظننا أنها- أي الجائحة- ستستثنينا نحن بالذات؟

الواقع أننا لم نعمل حساب أي شيء مستقبلي، بل لا وجود لمفهوم "المستقبل" في ذهنيتنا، فالمستقبل غيب و"لمّا يأتِ يحلها الله"!

نحن شعوب بلا إدراك للزمن ولا لأي شيء آخر.

لذا سيمر الطاعون علينا كأي موجة "غلاء"، وسيكون موسما للهجرة إلى السماء!

فمنْ مات أو سيموت هذا أجله قد حان

هكذا لسان الحال، لأن المرء على هذه الجغرافية المنسية لديه ألف سبب وسبب ليلقى حتفه، فلن يضر المجموع أن تضاف الكورونا إلى جملة هذه الأسباب!

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015