شعب على رصيف الانتظار
الانتظار ذلك السلوك الذي يعرّفك بشعور الملل عن قرب، ويجعل منك (جملا) صبورا، هذا – طبعا- إن كنتَ تستسيغ سلوك الانتظار هذا!
لكن أغلبنا يمل الانتظار ويسوءُه الطابور الطويل الذي يضطره أن يقف في صفهِ حتى يأتي دوره، بل يحاول أن يتملص من هذا (الانتظار) الإجباري بأية حيلة لكي يقضي حاجته بشكل مستعجل، ولو أن يتخطى رقاب العباد!
فنحن الشعوب العربية – واليمنية منها خاصة – شعوب مستعجلة في استخلاص نتائج أي جهد نبذله، ضاربين عرضا بكل قواعد التأني والتريث لمغافلة الزمن وكأننا نؤدي أدوارا مهمة للبشرية!
مع أننا لو نظرنا إلى خلاصة جهدنا في هذا العصر لوجدناه متمثلا في حروبنا ومشاكلنا البينية التي شغلْنا بها العالَم حتى أظنه يحتاج أن يؤسس أمما متحدة خاصة بنا نحن العرب!
فلمَ العجلة؟
تجري شعوبنا وتلهث من أجل لا شيء ولا مفيد، بل مجرد قبض ريح وملهيات لا فائدة منها؛ المهم هو قضاء الوقت، أو بالأصح قتل الوقت – كما يقولون.
لكننا رغم هذه العجلة أو التعجل الذي نتسم به إلا أننا نصب أوقاتنا في الهم الحياتي اليومي الصانع منّا (ثيرانا) تدور في الساقية تبدأ من حيث تنتهي، ضاربة مثلا خالدا في الصبر الجميل، بل الصبر الطويل الذي يشبه متسلسلة حسابية تسعى إلى المالانهاية أو المجهول!
لكن المنتظِر لدينا هو أحلامنا أو أوهامنا – لا فرق! - هذه هي الوحيدة التي لا يصيبها عَجَلنا العربي بالعدوى وهي تترحل من جيل لآخر – تماما مثل قضايانا السياسية المزمنة!
حتى أصاب هذا الانتظار الغريب عن صفتنا العجولة نفوسنا بالترهل والكسل فأصبحت شعوبنا (كوالات) متثائبة على فروع أشجار الحياة المعاصرة!
فهي شعوب متواكلة كسولة بسبب التسويف المستمر الذي شعاره (لا تؤخرْ عمل اليوم إلى الغد، ما دام تستطيع تأخيره إلى الاسبوع القادم)!
فنمارس – نحن العرب- حالة تناقض في سلوكنا؛ فنحن مستعجلون في قضاء الأمر الحياتي اللحظي، وفي نفس الوقت كسالى في تحقيق أحلام كبيرة بل مصيرية يجب تحقيقها!
في اليمن مثلا:
نجد المواطن اليمني المعاصر دائما في حالة انتظار!
فهو منتظر أن تهبط عليه معجزة من السماء تحل له معضلة البلد الحالية وهو جالس في زاوية (المقيل) يمضغ (القات) في سكون ونشوة!
طبعا ينسى أن السماء لا تساعد منْ لا يساعد نفسه.
وهو منتظر لمّا تنزاح الغمة من أجل أن يؤسس مشروعه المؤجل منذ زمن الترك الذين غادروا البلد بداية القرن العشرين!
وهو منتظر أن يستيقظ في الصباح وقد صار مليارديرا، وليس أي ملياردير بل منافس لبيل جيتس نفسه!
المجهود الذي يبذله في هذه المعمعة هو الانتظار، وهو لتدينه المفرط هو لا ينسى أن يملأ ساعات - بل سنوات - الانتظار تلك بالاستغفار!
أظن أن الكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت مرّ من هنا قبل أن يكتب رائعته (في انتظار جودو)
لكن من هو جودو؟!
***
متفرقاتلكن أغلبنا يمل الانتظار ويسوءُه الطابور الطويل الذي يضطره أن يقف في صفهِ حتى يأتي دوره، بل يحاول أن يتملص من هذا (الانتظار) الإجباري بأية حيلة لكي يقضي حاجته بشكل مستعجل، ولو أن يتخطى رقاب العباد!
فنحن الشعوب العربية – واليمنية منها خاصة – شعوب مستعجلة في استخلاص نتائج أي جهد نبذله، ضاربين عرضا بكل قواعد التأني والتريث لمغافلة الزمن وكأننا نؤدي أدوارا مهمة للبشرية!
مع أننا لو نظرنا إلى خلاصة جهدنا في هذا العصر لوجدناه متمثلا في حروبنا ومشاكلنا البينية التي شغلْنا بها العالَم حتى أظنه يحتاج أن يؤسس أمما متحدة خاصة بنا نحن العرب!
فلمَ العجلة؟
تجري شعوبنا وتلهث من أجل لا شيء ولا مفيد، بل مجرد قبض ريح وملهيات لا فائدة منها؛ المهم هو قضاء الوقت، أو بالأصح قتل الوقت – كما يقولون.
لكننا رغم هذه العجلة أو التعجل الذي نتسم به إلا أننا نصب أوقاتنا في الهم الحياتي اليومي الصانع منّا (ثيرانا) تدور في الساقية تبدأ من حيث تنتهي، ضاربة مثلا خالدا في الصبر الجميل، بل الصبر الطويل الذي يشبه متسلسلة حسابية تسعى إلى المالانهاية أو المجهول!
لكن المنتظِر لدينا هو أحلامنا أو أوهامنا – لا فرق! - هذه هي الوحيدة التي لا يصيبها عَجَلنا العربي بالعدوى وهي تترحل من جيل لآخر – تماما مثل قضايانا السياسية المزمنة!
حتى أصاب هذا الانتظار الغريب عن صفتنا العجولة نفوسنا بالترهل والكسل فأصبحت شعوبنا (كوالات) متثائبة على فروع أشجار الحياة المعاصرة!
فهي شعوب متواكلة كسولة بسبب التسويف المستمر الذي شعاره (لا تؤخرْ عمل اليوم إلى الغد، ما دام تستطيع تأخيره إلى الاسبوع القادم)!
فنمارس – نحن العرب- حالة تناقض في سلوكنا؛ فنحن مستعجلون في قضاء الأمر الحياتي اللحظي، وفي نفس الوقت كسالى في تحقيق أحلام كبيرة بل مصيرية يجب تحقيقها!
في اليمن مثلا:
نجد المواطن اليمني المعاصر دائما في حالة انتظار!
فهو منتظر أن تهبط عليه معجزة من السماء تحل له معضلة البلد الحالية وهو جالس في زاوية (المقيل) يمضغ (القات) في سكون ونشوة!
طبعا ينسى أن السماء لا تساعد منْ لا يساعد نفسه.
وهو منتظر لمّا تنزاح الغمة من أجل أن يؤسس مشروعه المؤجل منذ زمن الترك الذين غادروا البلد بداية القرن العشرين!
وهو منتظر أن يستيقظ في الصباح وقد صار مليارديرا، وليس أي ملياردير بل منافس لبيل جيتس نفسه!
المجهود الذي يبذله في هذه المعمعة هو الانتظار، وهو لتدينه المفرط هو لا ينسى أن يملأ ساعات - بل سنوات - الانتظار تلك بالاستغفار!
أظن أن الكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت مرّ من هنا قبل أن يكتب رائعته (في انتظار جودو)
لكن من هو جودو؟!
***
اضف تعليقاً عبر:
إرسال تعليق