»نشرت فى : الجمعة، 9 أكتوبر 2020»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

ذات مَقيلٍ وشِعرٌ وعود

 ذات مَقيلٍ وشِعرٌ وعود


فترة المقيل لم تعد للقيلولة- أي النوم- في اليمن، بل فترة لنشاط آخر وهو تناول القات أو (تخزين) القات بحسب اللهجة اليمنية


لن أفصّل في موضوع القات، يكفي أن نعرف أنه أحد أدوات صناعة الغيبوبة في اليمن! 


في فترة القيلولة يحتشد الناس في(ديوان) القات حيث تدور كل مواضيع الدنيا والآخرة في جلسة القات تلك. 


الكل يتحدث بلا استثناء، المهم أن يمضي الوقت والجالسون في نشوة القات؛ فنحن اليمانيين ملوك إضاعة الوقت! 


تحدث مولانا البردوني عن القات في شعره في مواضع كثيرة- تنفع أن تصبح موضوع بحث! 


منها: 

أتسهو عن «القات» يا عم يوماً؟

أعد إليه الثواني (عَدود)!


وكيف تراك - لدى مضغهِ؟

أميراً على جنِّ (بيت العرود)!




في خميس منصرم من هذا الشهر جمعني ذات مقيل بالصديق العزيز د. عبدالله الشراعي- أستاذ النحو في جامعة إب- الذي جاء من الصومال في زيارة قصيرة، هو يدرّس حاليا في الصومال بسبب الظروف الأخيرة التي جعلت الواحد منا يفكر بالهجرة حتى إلى موزنبيق! 


د. عبدالله الشراعي من الباحثين القلائل الذين لا يزالون يكتبون في خبايا اللغة العربية؛ فالرجل لديه رؤية جديدة في النحو العربي مطبوعة في كتاب، وكذلك بحوث كثيرة أخرى حول النحو، منها رسالته في الدكتوراه تجديد النحو في العصر الحديث. 


في المجلس المذكور لم يتحدث عن النحو، بل ألقى روائع من قصائده الشعرية الجميلة التي تمنيت أن يجمعها في كتاب مطبوع. 


على الضفة الأخرى كان الفنان الجميل نشوان الحجري الذي أطربنا بعزفه على العود بألوان متعددة من الأغاني صنعاني ولحجي وعراقي! 


العود ملك الآلات الوترية على الإطلاق- خصوصا لما تعزف عليه بنانٌ تجديد. 


أنا أحب الآلات الوترية خصوصا العود، وأذكر قول الشاعر اليمني محمد سعيد جراده: 


أيها الشادي الذي أسمعني

من رواةِ الفنِ أسمى الصورِ 

لكَ شكري أنت قد أنسيتني

قسوةَ الدهرِ وظلمَ القدرِ

إنما رفقا بقلبٍ شاعرٍ

يتلاشى عند قرع الوترِ


إن جلسة يمتزج فيها الشِعر بالطرب هي جلسة يجب أن نذكرها في زمان الحرب، حيث الحياة تمضي بلا حياة


لكنا نردد على لسان محمود درويش: 

نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ


وما أصعب (إذا) هذه في زمان اليوم!


    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015