»نشرت فى : الاثنين، 7 نوفمبر 2022»بواسطة : »ليست هناك تعليقات

من حكايات حارتنا

 واحدة من حارات الدنيا الضيقة، التي لا تنتهي حكاياتها ولن تنتهي...

وهنا أدوّن بعضا من تلكمُ الحكايات...

1- حكاية (مجنونا الحارة)

كان في حارتنا مجنونان؛ الأول مجنون (مسالم) ولا يؤذي أحدًا، بل على العكس لقد ساعد الحارة في التنبيه لحريق نشب في أحد البيوت، فتعاون الناس على إطفاء الحريق!

أما الثاني مشاكس ولا يسلم من أذيته أحد. 

فلما جاءت لجنة للإمساك بالمجانين؛ اتفقت الحارة على تسليم المجنون الأول؛ لسبب بسيط؛ أنه سهل القبض عليه!

***


2- حكاية (البوق)

كان الصوت هادرًا يملأ سماء الحارة التي أغلقت أبوابها ونوافذها وكل كوة فيها لمّا تعالى الصوت!

لقد استغرب المهاجر من هذه الحالة التي وصلت إليها الحارة، وقرر أن يعرف مصدر الصوت، لذا تتبع الصوت حتى وصل إلى الجبل المطل على الحارة، وهناك اكتشف أن الصوت ما هو إلا صدى (جهاز مكبر)!

عاد للحارة يوضح للناس الأمر، فانقسم الناس – كالمعتاد – بين مصدّق ومكذّب!

ومرت أيام وعاد الصوت يتعالى، وعادت الأبواب تنغلق خوفا من جديد، أما المهاجر فقد عاد إلى ما وراء الحدود البعيدة!

***


3- حكاية (المحنطون)

في حارتنا محنطون من زمان الترك؛ فقد ولدنا وهم موجودون، وشبينا، وشبنا، وهرمنا ولا يزالون موجودين!

لحظات أحس أننا سنورثهم لأولادنا، بل أحس أني نفسي أحد تماثيل الشمع تلك.

حارتنا صارت متحفًا للموميات المحنطة والتي لا تزال تدب على رؤوسنا.. عفوًا، أقصد على الأرض!

***


4- حكاية (دكتور الشاي)

في حارتنا أكاديمي يدرّس في إحدى جامعاتنا بطريقة جعلت طلابه يطلقون عليه لقب (دكتور الشاي)!

يدخل القاعة وبيده كوب الشاي، وتبدأ المحاضرة مع "شفطات" الشاي وتلذذ صاحبنا به بين فينة وأخرى.

والغريب أنه يضبط وقت المحاضرة مع حجم كوب الشاي، فينتهيان معًا!

هنيئًا للطلاب بهذا العبقري.

***


5- حكاية (صديقي س18)

صديقي يمارس عمله في روتينية فظيعة، بما يذكرك بـ (س18) للدكتور نبيل فاروق، وهو يطلق عبارته الآلية: "س18 في خدمتك يا سيدي"!

نفس الروتين لعشرات السنين، لا جديد إلا تقدمه في السن، أظن لو كان س18 مكانه لمَل!

صديقي يرى هذه البيروقراطية المرعبة عملًا جذابًا وهو يمارسه بتفانٍ.. ولا أدري هل أقول يُحسد عليه أم يُحزن عليه؟!

***


6- حكاية (المقولَب)

صديقي الذي لا يقر له قرار، كل فترة بفكر جديد حسب ما تقتضيه المصلحة، بحيث ينطبق عليه قول مولانا البردّوني:

وغيّرتُ جلدي مرارًا، فمي

مرارًا، أضاعتني الأسلبَهْ.


ولذا أضاعته الأسلبة والقولبة!

رأيته قبل فترة وقد حمل فكرًا جديدًا وشعارات أخرى - كما هي عادته - ويناضل من أجل ذلك بكل عنفوان وتفانٍ، لم أجادله لذا سلّمت ومضيت.

***

7- حكاية (الفهلوي)

كنا زملاء ثانوية واحدة، وعرفته فهلويًا يلعب بالبيضة والحجر، فتوقعت له مستقبلًا عظيمًا في هذي البلاد!

مرت السنوات التي فرّقتنا شذر مذر، لكن كان لا بد من لقاء، وقد كان في مقيل قات في (فيلته) العامرة!

كنا شلة نتنادم حول الأيام الخوالي والحوالي، وما آلت إليه دنيانا الغريبة.

صاحبي صار من علية القوم، ولا يتحدث إلا عن الأرصدة ذوات الستة الأصفار، فسبحان من بيده مقادير العباد. 

***

وتستمر الحكايات..


    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة عيون المعرفة 2014 - 2015